الرد على أشهر مغالطات وإدعاءات أصحاب نظريات المؤامرة بشأن هبوط الإنسان على القمر
في
الخامس والعشرين من شهر أغسطس لعام ٢٠١٢، توفي أول رجل تطأ قدماه سطح
القمر، نيل أرمسترونج. هذا الرجل مع طاقم فريقه، باز ألدرين ومايكل كولينز
من رحلة أبولو ١١ لعام ١٩٦٩، هم أحد أشهر الشخصيات والأبطال في عصر العلم.
و
مع ذلك يوجد مجموعة كبيرة من المشككين الذين لا يعتقدون بصحة رحلات أبولو
للقمر ويشككوا في مصداقيتها، والفضل كله يعود لأحد أعمال أصحاب “نظريات
المؤامرة”. و بالطبع لدعم و تأييد إدعاءاتهم هذه قدموا عدة حجج ودلائل
تتراوح في نوعيتها من ‘السذاجة’ إلى عدم المعرفة السطحية في الأمور التقنية
البسيطة. و لكن يمكن ضحد وإثبات خطأ هذه الإدعاءات بقليل من المنطق
والمعرفة العلمية أيضاً، لأن كل هذه الإدعاءات مبنية على معلومات غير كافية
بكل بساطة. هذا المقال مخصص للرد على التساؤلات العلمية حول رحلات أبولو و
بالطبع للرد على إدعاءات المشككين في صحة الرحلات، بمناسبة الذكرى الـ٤٥
لهبوط أبولو ١١ على القمر.
بدايةً نريد أن نوضح كيف بدأت نظريات المؤامرة حول هذا الموضوع أساسًا؟
في
الخامس عشر من شهر شباط لعام ٢٠٠١، عرضت قناة فوكس (Fox) برنامج بعنوان
“نظرية مؤامرة: هل هبطنا فعلا على القمر؟”، تميز البرنامج بعرض “أدلة” تثبت
عدم صحة رحلات أبولو التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا. وزعموا أنها
ليست إلا مشاهد تمثيلية صُورت في أحد مواقع التصوير على الأرض من قبل مخرج
فيلم سبيس أوديسي (Space Odyssey). بالرغم من أن تكذيب رحلات أبولو مر
عليها عدة عقود بداية من عام ١٩٧٤، عندما أصدر بيل كيسينج كتاب ( We Never
Went to the (Moon المدعوم بأعمال المصور ديفيد بيرسي الحاصل على جائزة و
مؤلف كتاب (Dark Moon: Apollo and the Whistle-Blowers) و رالف رينيه مؤلف
كتاب (NASA Mooned America!). إلا أن البرنامج الذي عرض في قناة فوكس هو
الذي سبب إنتشار هذه الإدعاءات الخاطئة لشريحة أكبر من الناس ومن ثم بدأ
الكثير بتصديقهم.
ولكن السؤال لماذا يوجد من الأساس هنالك مشككين لرحلات الهبوط على القمر؟ وهل هؤلاء المشككين لديهم مصادر موثوقة تؤيدهم؟
للأسف
أغلب مؤيدي نظريات المؤامرة هذه هم في الواقع ناس ليست لديهم أي خلفية
علمية أو خبرة في أي المجالات العلمية الموثوقة. فعلى سبيل المثال بيل
كيسنج يحمل درجة البكالوريوس في الفنون؛ ديفيد بيرسي مصور محترف لا أكثر؛ و
رالف رينيه هو ناشر بدون أي شهادة في أي مجال، وكلهم توصلوا لهذه
الإستنتاجات بناءًا على تحليل بعض صور رحلات أبولو بدون أي نية بالخوض في
التفاصيل الفيزيائية والعلمية المعقدة لهذه الرحلات المرتبطة بالبيئة
القمرية. لا يمكن أخذ أيّ إستنتاجات لأشخاص بدون أي خبرات علمية تؤهلهم
للحكم بشكل جيد على التفاصيل الفيزيائية و العلمية لهذه الرحلات وبالطبع
بدون أي مصادر موثوقة.
طاقم أبولّو 11. من اليسار لليمين: نيل أرمسترونج – مايكل كولينز – باز ألدرين.
نقض الحجج و الأدلة المقدمة من قبل المشككين:
إذا
الآن سوف نفحص الإدعاءات العديدة من قبل المشككين و نقدم الردود لكل
إدعاء. كالعادة مصادرنا مذكورة في نهاية كل مقال، لقد تمّ بذل مجهود معتبر
لتقديم هذا، وأعتقد أن هذه أكبر قائمة مُفصّلة للرد على هذه الإدعاءات،
لذلك نتمنّى توجيه أي مشكك إلى هذه الصفحة. لنبدأ:
1- لقد تمّ تصوير الفيديو بجودة سيئة عن عمد حتى يكون من الصعب فحصه وكشف الزيف فيه.
المشاهد
التلفزيونية لهبوط أبولّو على القمر كان يتمّ إرسالها مباشرةً إلى الأرض
من سطح القمر عن طريق هوائيّ الوحدة القمرية وتزويد الطاقة. هذا حدّد من
عرض حزم الترددات (Bandwidth) التي يمكن إرسالها. لذلك كانت أبولو 11
محدودة باستخدام كاميرا تلفاز أبيض وأسود بطيئة المسح، بمعدل مسح 10 fps
عند 320 lps. ليتم عرض الصور إلى العالم، كان يجب أولا تحويلها إلى معايير
التلفاز التجارية. في الولايات المتحدة، كانت هذه معايير الـ EIA بـ 30 fps
عند 525 lps. الصور التي كان يتم عرضها من القمر على شاشة 10 إنش أبيض
وأسود، بفديكون (صمام تصوير تلفزيوني) موجهًا على الشاشة ليمسحها بالمعايير
المطلوبة. كان هناك بعض التأثيرات التي ظهرت نتاج إنعكاس ضوء الشمس على
الرواد وعلى الوحدة القمرية إلى عدسة الكاميرا. هذه الإنعكاسات أنتجت
تأثيرات شبحية لاحظها عامة الناس. تأثيرات أخرى واضح كانت نتيجة بقع محروقة
على شاشات العرض التي منها تم إنتاج التحويلات.
أبولو
11 كانت فقط خطوة أولى لمهمات ذات طموح أكبر، لذلك كان ينقصها بعض
القدرات. منها القدرة على نقل إرسال صور تلفزيونية عالية الجودة. في
المهمات اللاحقة، بدايةً من أبولو 12، كان هنالك الوقت كافي لتخصيصه ليقوم
رواد الفضاء بوضع الأطباق الهوائي الكبيرة. هذا أدى إلى زيادة كمية حزم
الترددات المرسلة، وبالتالي السّماح بإرسال صور تلفاز مركبة الألوان
مباشرةً إلى الأرض.
2- الفيلم
المستخدم من قبل رواد الفضاء في القمر كان لابد له أن يذوب و ينصهر نتيجة
لمستوى الإشعاعات العالي ودرجة الحرارة المرتفعة (أعلى من 120 درجة
مئوية/200 فهرنهايت)
الرد:
لقد تمّ تصنيع فيلم خاص شفاف من قبل شركة إيستمان كوداك (Eastman kodak)
بعقد مع وكالة ناسا، ليُستخدم من قبل رواد الفضاء أبولو. وُضعت عدة طبقات
من حساسات الضوء على قاعدة فيلم بوليستر. نقطة الإنصهار لهذا الفيلم عند
٤٩٠ فهرنهايت، مع أنه قد يكون الفيلم معرض لحدوث بعض الانكماش والتشوه عند
درجة حرارة ٢٠٠ فهرنهايت.
هذه الأفلام محمية باستخدام حقائب كاميرا خاصة للحفاظ عليهم في درجة حرارة منخفضة ولم يعرضوها أبدا لدرجات حرارة مرتفعة.
لا
يحتوي القمر على هواء، لذلك بدون إنتقال الحرارة عن طريق التوصيل الحراري
أو تيارات الحمل الحراري تبقى الطريقة الوحيدة لإنتقال الحرارة على سطح
القمر هي الإشعاع. الحرارة الناتجة عن الإشعاع يمكن توجيهها بعيداً عن جسم
ما بشكل فعال جدًا عن طريق لف الجسم بمادة لها عاكسية عالية وعادة تكون أي
مادة بيضاء اللون. لذلك كانت حاملات الكاميرا وملابس رواد الفضاء المزودة
بأنظمة تبريد خاصة كلها بيضاء اللون.
3- صور
أبولو تُظهر عَلَم الولايات المتحدة وهو يرفرف على سطح القمر، بالرغم من
أن القمر لا يحتوي على أي غلاف جوي أو رياح ومن المفترض أن يكون العلم ثابت.
هذه نقطة تتكرر كثيرا جداً من قبل المشككين. بالطبع يمكن للعَلَم أن يتحرك في الفراغ!
الرد:
أولاً من غير المنطقي جدًا الحكم على ‘الحركة’ في صورة ثابتة أو غير
متحركة. يبدو أن البعض إختلط عليه شكل التجاعيد على العلم واعتقدوا أنها
إشارة على الحركة بشكل عام، و إذا شاهدتم الفيديو الكامل ستلاحظون أن العلم
في الواقع لا يتحرك. بالبحث عن تركيبة العلم القمري (lunar flag
assembly)، ستلاحظون أن العلم مثبت بقضيب صلب يتخذ الشكل Г بحيث يبقى العلم
مثبتًا ومفرود بدون الحاجة لأي رياح أو هواء.
يدعي الكثير فإنه عندما كان رواد الفضاء يحاولوا غرز العلم في سطح القمر بدأ يرفرف وأن هذا بفعل نسمة هواء في موقع التصوير.
وهذا واضح في الفيديوهات. في الحقيقة، في هذه كان رائد الفضاء يدير عصا العلم لمحاولة تثبيته، وهذا سبب تحرك العلم.
سواء
في الفضاء أو على سطح الأرض عندما تقوم بتحريك هذه العصا العمودية سوف
تكون هنالك حركة بسيطة في العلم ناتجة عن تحريك عصا العلم نفسه. و ستتحرك
العصا أولاً يتبعها العلم على شكل موجة، و بالطبع هذه الحركة ليست ناتجة عن
وجود أي رياح بل هي حركة القماش نفسه. هذا الإدعاء إذن نتيجة جهل بسيط
بالفيزياء في الفضاء.
أُضيفت
بعض الإدعاءات الأخرى التي تقول بأن أحد الصور تظهر رائد فضاء واقف بالقرب
من العلم، الذي يظهر عليه بعض التموجات بدون أن يلمس العلم حتى. في
الواقع هذه ليست حركة، يبدو العلم وكأنه يتحرك ولكنه لا يفعل ذلك بل يظهر
بهذا الشكل نتيجة الطريقة التي فُرد بها في الفضاء، مثل تموجات الستائر على
الأرض.
هاتان الصورتان كان بينهما فارق في الوقت، لاحظ أن العلم لم يتحرك.
يُذكر
أنه قد تم ضحد هذه النقطة أكثرمن قبل طاقم عمل برنامج (MythBusters)
وتجربتها في حلقة ١٠٤ ببرنامجهم الشهير، باستخدام الطريقة الآتية: قام فريق
البناء بتصنيع نسخة مطابقة من أعلام أبولو التي وُضعت على القمر، تم وضع
هذه النسخة في غرفة مفرغة من الهواء تماماً. ثم قاموا بتحريك العلم بطريقة
مشابهة لتلك التي قام بها رواد الفضاء في رحلة أبولو عندما وضعوا العلم على
القمر. ثم توقفوا عن تحريك العلم وقاموا باختباره أولاً عند الضغط العادي
للغرفة؛ كمية الحركة الناتجة عن التحريك بداية قامت بتحريك العلم قليلاً ثم
إختفت الحركة. في حالات الفراغ المثالية، بعد أن تتوقف الحركة، الزخم سبب
العلم في أن يتحرك بقوة تماماً كما لو إنه يتحرك بفعل الهواء فلا توجد
هنالك مقاومة من الهواء مثلا لتبطئ الحركة.
(راجع أيضًا الفيديو في رقم 7، واضح جدًا العلم وهو ثابت).
4- بدون
وجود أي غيوم حاجبة أو غلاف جوي، كان من المفترض أن تكون السماء مليئة
بالنجوم ولكن صور رحلات أبولو لا تظهر أي نجوم. إذاً أين ذهبت النجوم؟!
الرد:
حسناً، لم تذهب النجوم إلى أي مكان وهي موجودة، و في الواقع عمل سماء
مليئة بالنجوم غير حقيقية بالطبع هي مهمة سهلة جداً لأيّ أستديو. حقيقة أنه
لا توجد أي نجوم في خلفية صور رحلات أبولو تثبت صحة وموثوقية الصور، ولو
كانت ظهرت لقلنا أنها صور مفبركة. بالطبع أي شخص لديه القليل من الخبرة حول
التصوير سوف يعلم بأنه إلتقاط النجوم بإستخدام الكاميرا يتطلب التحكم
بسرعة الغالق(Shutter) في الكاميرا، بحيث تكون على سرعته بطيئة (slow
shutter speed) لزيادة من التعريض (exposure) وهي الطريقة المستخدمة في
حالة تصوير أجسام ثابتة أو إضاءة خافتة كتصوير النجوم في السماء.
تصوير النجوم يحتاج إلى سرعات غالق (shutter) بطيئة لأكثر من 30 ثانية للتعريض الجيد، ولا يمكن رؤيتها بسرعات غالق سريعة.
سطح
القمر الأبيض يعكس أشعة الشمس بشكل كبير جداً، وفي حالات الإضاءة القوية
يجب أن تكون سرعة الغالق عالية (Fast shutter speed) تقريبا حوالي ١/٥٠٠
ثانية لمنع حدوث التعريض الزائد و تشويه الصور، لذلك تم أخذ صور رحلات
أبولو بغالق كميرا سريع. وبالتالي لا يمكن للنجوم أن تظهر في الصور أبدًا.
مثال
على صورة من الفضاء حيث لا نرى النجوم؛ الصورة تمّ إلتقاطها بسرعة غالق
سريعة لتقليل التعريض الزائد الناتج من وهج الأرض من أشعة الشمس.
5- الظلال
الساقطة على سطح القمر يجب أن تكون متوازية ومتساوية بما أنه لا يوجد سوى
مصدر واحد للضوء وهو ضوء الشمس. و مع ذلك في بعض الصور، ظلال رواد الفضاء
لم تكن متوازية!
مثال على الظلال الغير متوازية المقصودة.
الرد:
يعتمد جواب هذا السؤال على منظور الكاميرا (Perspective) و زاوية التصوير.
بالإضافة، التلال والمنحدرات التي تحيط بهم تلعب دورا أيضاً إذ إنها تعدل
وتؤثر عى إتجاه الضوء. مثال واحد على هذا تم تطبيقه تجريبياً من قبل طاقم
عمل (myth busters).
…ولكن هذا يحدث على الأرض أيضًا.
6- هناك أشياء تظهر وهي في الظل بوضوح!
باز ألدرين واضح – رغم أنه يقف في الظل.
الرد: تربة القمر لها قابلية كبيرة لعكس أشعة الشمسة الساقطة. السبب الرئيسي
لهذا هو وجود حبيبات صغيرة جداً أشبه بالزجاج في تربة القمر نفسها خلفتها
إصطدامات النيازك الكثيرة بسطح القمر. كنتيجة إنعكاس الضوء الشديد من
التربة حتى الجوانب المظللة من الأجسام لا تكون مظلمة تماما. يعكس سطح
القمر تقريباً١٠٪ من أشعة الشمس الكلية الساقطة عليه. و عندما تكون أشعة
الشمس عمودية على السطح يصل أقصى لمعان الى ١٠ آلاف لومن (وهي وحدة قياس
تدفق الضوء). و لكن، في رحلات أبولو كانت أشعة الشمس مائلة و بذلك قل
اللمعان إلى ٣٤٠٠ لومن فقط. الآن، عندما ينعكس من هذه الكمية ١٠٪ سوف يبدو
سطح القمر مضيء بقدرة ٣٤٠ لومن.
7- هناك صورة لرائد فضاء واقف على سطح القمر في ضوء الشمس المباشر، ولكنه لا يلقي أي ظل.
يذكر أصحاب نظريات المؤامرة عن غياب الظل في هذه الصورة.
الرد: الصور التي يشير اليها الباحث النظري هي معروضة. اذا كنت ترى بعناية، سوف تلاحظ أن هناك ظلاً تحته وإلى يمينه.
الظل ليس مرفقاً الى جسده لأنها اِلتُقطت عندما كان رائد الفضاء جون يونغ يقفز. شريط فيديو لهذا المشهد هو معروض
هنا. من الغريب أن المنظرين ليس لديهم معلومات عن هذا المشهد المشهور. (ملاحظة: لاحظ أيضًا في الفيديو العلم الذي بلا حراك).
8- صوت محرك وحدة الهبوط على القمر يجب أن يسمع في ناقل الصوت لأبولو، ولكن ليس هناك أي صوت نسمعه منها، ولا حتى عند الهبوط.
الرد:
هذه سهلة جداً. نقل الصوت يتطلب وسط. على الأرض، المحركات بالتأكيد تحدث
الكثير من الضوضاء ولكن في فراغ الغلاف الجوي للقمر، حيث لا يوجد هواء لكي
يكون بمثابة وسط، الصوت يجب ألا يُسمع. هناك مشكلة أخرى أيضًا بهذا
الإدعاء، أن الميكروفونات المستخدمة معزول بداخل البزّات التي يلبسها
الروّاد. ثالثًا، هذه الميكروفونات مثبتة إلى جانب فم الرواد ومصممة لتلتقط
فقط الأصوات المحيطة بها وتغطي على الضوضاء.
9- هناك أثر قدم واضح لا يمكن أن يوجد في الفراغ بسبب عدم وجود رطوبة لكي تحتفظ بشكله.
الرد:
تم دحض هذه النقطة تجريبيا من قبل MythBusters. تربة كوكبنا تتعرض للطقس
وهي دائرية، لذلك فإن الجزيئات لا تساند وزن بعضها الآخر بشكل جيد للغاية
ما لم توجد بعض الرطوبة. تربة القمر، بسبب أنها لا تتعرض للطقس، لديها نسيج
أكثر خشونة، لذلك فأن الجزيئات “تثبت” مع بعضها الآخر وتحتفظ بشكل الأثر
بصورة أوضح بكثير.
10- هناك
صورة من أبولو 11 تظهر أرمسترونغ وهو على وشك إتخاذ خطوته الأولى على سطح
القمر. إذا كان أرمسترونغ أول رجل هبط على سطح القمر، إذن من صور
هذه اللقطة؟
المثير للدهشة أن هذا السؤال لا يأتي من طفل يطلع على هبوط الإنسان على القمر، ولكنه يأتي من عقلاء أكبر في السن.
الرد:
إذا كنت أخطط لرحلة ذات لحظة كبيرة، فبالتأكيد سوف أكون مجهزًا بالكامل
لالتقاط تلك اللحظة الكبيرة بالطريقة المثلى. وبالمثل، ناسا كان لديها خطة
للحظتها الكبيرة. في حين كان لا يزال على الدرج، نيل أرمسترونغ نشر وحدة
معدات مخزن التركيب من جانب الوحدة القمرية، والتي أحتوت على كاميرا
التيلفزيون. تلك الكاميرا أخذت الصورة التي تحت السوأل.
11- بزات
الفضاء كانت ثقيلة جدا وذات ضغط عالي على رواد الفضاء لكي يقوموا بأداء
جميع المهام بشكل مريح كما فعلوا. القفازات على بزات رواد الفضاء أبولو
كانت ستتسع أيضاً في فراغ الفضاء إلى درجة حيث لا يمكن تحريكها.
الرد:
على الرغم من أن بزات الفضاء مصنوعة من مواد صلبة، إلا أنّ لديها أجزاء
متحدة تسمح لمجال جيد من الحركات. يتم وضع الجذع العلوي السفلي كل على حدة،
ويتم ربط القطعتين عند الوسط من أجل السماح لتدفق خطوط المياه والغاز.
القفازات والخوذة تشكل حماية مختومة ضد النيازك والاشعاعات. المادة
المصنوعة منها لا تتمد في الفراغ، أنها مصنوعة لبيئات الفراغ والضغط
المنخفض.
فيما يتعلق الامر بالوزن، البزات هي حقاً ثقيلة جدًا على الأرض، ولكن في
الفضاء (بيئة خالية من الجاذبية) والقمر (بيئة منخفضة الجاذبية)، وزن البزة
هو معدوم ويمكن إهماله على التوالي.
12- المسبار
القمري يزن 17 طن وصاروخ التعزيز القوي (ذو دفع 10,000 باوند) عند قاعدة
المسبار القمري تم إطلاقه لأبطاء الهبوط إلى خدمة الاقمار. مع ذلك انه لم
يترك أي أثار للتفجير على الغبار تحته. كان ينبغى أن يكوّن حفرة صغيرة، ولكن المعزز يبدو وكأنه لم يتم إطلاقه ابداً.
الرد:
المسبار القمري بالتأكيد كان لديه كتلة ضخمة ولكن مع جاذبية القمر
المنخفضة – سدس جاذبية الارض- فإن الـ 17 طن قد وزنت في الواقع 17\6 = 2.8 طن. وذلك بالتأكيد ليس كافي لترك حفرة عند موقع الهبوط، وبمساعدة حقيقة أن جزيئات تربة القمر “تتثبت” مع بعضها البعض (كما ذكر في النقطة 9 أعلاه).
وعلاوة على ذلك:
حين
تقوم بركن سيارة في مكانٍ ما، هل تسارع إلى المكان بسرعة 100 كم في
الساعة؟ بالطبع لا، فأنت تبطئ هناك. كذلك فعل رواد الفضاء. قوة دفع الوحدة
القمرية وصلت إلى أقل من 3000 باوند عند الهبوط. الوحدة القمرية لم تحم فوق
موقعها النهائي للهبوط لأي فترة كبيرة من الزمن لتكوّن حفرة. أيضًا: في
الفراغ، غازات العادم تتوسع بسرعة ما أن تخرج من فوهة المحرك. لاينبغي لهم
تكوين “تأثير الضغط”.
13- تولدت كمية كبيرة من الغبار أثناء الهبوط، ولكن لا نرى أي غبار على منصات القدم للوحدة القمرية أو في أي مكان.
الرد:
هذا لأنه عند أنعدام الغلاف الجوي، جزيئات الغبار المتولدة عند الهبوط
ببساطة تبعث حركة باليستية عندما نفخت بعيداً. على القمر، لا يمكننا الحصول
على “سحب الغبار المتلاطمة” مثل الأرض، حيث لا يوجد هواء لكي يوقف دفع
السحب.
14- الصور كانت مثالية جدًا.
ينبغي
أن يلاحظ المشاهد بأنه ليست كل اللقطات مثالية. لماذا على ناسا أن تنشر
صور غير مركزة او غير معرضة بشكل صحيح؟ الصور التي نشرت على الملأ كانت
أفضل الصور من بين ما يقارب أكثر من 5300 صورة من كل مهمات أبولو. الصورة
المعروضة على الجانب هي مثل لصورة ذات قلة عرض.
مثال على الصور التي تمّ استبعادها.
15- تظهر بعض صور “أبولو” أضواء غامضة في الخلفية الغامقة والتي تبدو كأضواء أستوديو.
الضوء على عدسات الكاميرا الواضح على يسار الصورة تمّ الاعتقاد خطأً بأنه نور أستوديو.
الرد:
يُقدّم بعض أصحاب نظريات المؤامر صور كتلك التي على اليسار ويزعمون أن
“الأضواء” التي بإمكاننا مشاهدتها هي أضواء الاستوديو. ولكن هذه “الأضواء”
هي توهّج العدسة أو الـLens flare ، وكثيراً ما نراها على الأرض ايضًا
عندما تنعكس صورة الشمس بشكل متكرر داخل عدسة الكاميرا. صورة مقرّبة أخرى
بالأسفل تظهر نفس الأضواء؛ ومن هذه الصورة بإمكاننا أن نستنتج بوضوح أن
الأضواء هي مجرد توهج العدسة بالفعل. (ذكرنا بعض التفاصيل الأخرى أيضًا في
النقطة 1).
واضح جدا أن هذه الأضواء ما هي إلا إنعكاس على عدسات الكاميرا.
16- تظهر
صور “أبولو 16” صخرة بها علامة “C” محددة بوضوح. تلك العلامة من
الواضح أنها علامة تحديد لتجهيزات الاستوديو. ناسا لم تستطع تزييف المشاهد
جيدًا.
الرد:
هذه الصخرة الشهيرة التي نراها هي الموجودة بالصورة. أصحاب النظريات
يدّعون انها علامة لتجهيزات استوديو. وقد تم الكشف عن كونها مجرد ألياف شعر
تم مسحها ضوئياً على الفيلم. وزعت الصور على نطاق واسع بهذا الشكل. الصور
الأصلية لم تحتوي على علامة حرف “C”. وعند تكبير علامة الـ”C” هذه نرى
علامة أخرى، والتي يظهر بأنها ظل تحت الجزء العلوي من العلامة، مما يدعم
حقيقة كون هذه العلامة ألياف شعر على الفيلم.
17- أطقم “أبولو” تم اطلاقها الى الفضاء ولكنها لم تغادر مدار الكرة الأرضية ابداً.
الرد:
هذه حجة ضعيفة جداً. أي قمر صناعي دائر، حتى وإن لم يكن بكبر حجم “أبولو”
وبياض لونه، يكون مرئياً بوضوح من الأرض. حتى أن بعض الناس يقومون برصدهم
كهواية. من المعروف أيضاً أن السوفييت تتبعوا “أبولو” طول الطريق من القمر
إلى الأرض.
18- للوصول إلى القمر يجب على رواد الفضاء السفر من خلال أحزمة فان آلن الإشعاعية، مما يُسفر عن جرعات مميتة من الإشعاعات.
الرد:
كثيراً مايتم ذكر ذلك من قبل أصحاب النظريات. وكالة ناسا كانت تدرك جيداً
وجود حزام فان آلن الإشعاعي، وبعد الأبحاث توصلت لعدم وجود أي خطر. جرعة
الإشعاع الكلية التي تعرض لها رواد الفضاء كانت 1 ريم أو REM هي وحدة قياس
الجرعات الإشعاعية، وهي كمية يستطيع الجسم تحملها بسهولة. المستويات السامة
من الإشعاع تبدأ عند أكثر من 150-200 ريم وعند أكثر من 300 تمثل جرعة
مميتة.
19- هناك
العديد من الصور لرواد فضاء ببدلات الفضاء داخل مباني تحتوي على أرض
صناعية مشابهة لسطح القمر، وافتراض انه الاستوديو حيث تم تزوير الهبوط على
سطح القمر.
الرد:
هذه الصور هي من سيناريوهات التدريب/الممارسة المختلفة التي تم إخضاع جميع
رواد الفضاء لها قبل إرسالهم إلى القمر. وكالة ناسا لما تزعم اطلاقاً كون
هذه الصور من القمر، ولم تقم بمحاولة إخفائهم ابداً. فهي متاحة للجميع.
جيم لوفيل يتدرب من أجل مهمة أبولو 13.
20-
الفيلم الذي يظهر فيه رواد الفضاء وهم يتمشّون على سطح القمر هو في الواقع
فيلم يقوم فيه رواد الفضاء بالقفز أمام كاميرا تقوم بتسجيل الصورة بضعف
معدل الإطار الطبيعي، مما يؤدي لإبطاء الصورة وإعطاء الوهم بانهم على
القمر. وإذا تم تشغيل لقطات الفيديو لرواد الفضاء بضعف السرعة العادية،
تظهر حركتهم بشكل طبيعي جداً، وبالتالي كانت اللقطات مزوّرة من خلال
التلاعب في سرعة الصورة بتشغيلها بنصف السرعة.
الرد:
قام برنامج Mythbusters بعمل هذه التجربة: “قام آدم بوضع بدلة الفضاء
المُقلّدة الخاصة به وحاكى تحركات رواد الفضاء وتم تصويره بواسطة كاميرا
بطيئة الحركة، كما أنهم قاموا بتعليق آدم بالأسلاك ليستطيعوا محاكاة جاذبية
القمر. وحين قارنوا اللقطات الجديدة بالأصلية، لاحظ برنامج Mythbusters من
أول نظرة، تشابه الصورة، ولكن كان هناك الكثير من الإختلافات الصغيرة بسبب
التصوير في جاذبية الأرض. من أجل التصوير في جاذبية متناهية الصغر
Microgravity، أستقل برنامج Mythbusters طائرة منخفضة الجاذبية وقاموا
بتصوير الحركات بشكل متطابق. لاحظ آدم أن الحركات كانت أكثر راحة ومنطقية
في الجاذبية متناهية الصغر، واللقطات التي تم تصويرها في الطائرة بدت
كالفيلم الأصلي تماماً. إستنتج برنامج Mythbusters أن فيلم الهبوط على
القمر أصلي وحقيقي.”
إلى جانب ذلك،
هناك تفسير علمي: الجسم في حالة “الطيران الحر” سوف يتبع المسار الباليستي
وفقاً لقوانين نيوتن للحركة. جاذبية القمر تعادل 6/1 جاذبية الأرض. إذا
اسرعت الرحلة الباليستية لجسم على سطح القمر بعامل 2.46 سوف تحاكي الحركة
الباليستية بشكل مطابق على سطح الأرض.
على
ما يبدو، عند إستخدام كاميرا ذات حركة بطيئة، فإن المقذوفات ستتشابه، إلا
أن حركات الذراع ستظهر سريعة بشكل غير طبيعي – وسوف تظهر الشذوذ.
21- حين أقلعت المركبة الفضائية ليعود رواد الفضاء لم يكن هناك لهب ظاهر من الصاروخ.
في
الحقيقة هناك سبب بسيط لعدم ظهور لهب خارج من الصاروخ أثناء الإقلاع.
الوقود المستخدم لم يكن يخرج أي لهب. لقد استُخدِم مزيج من الهيدرازين
وثاني نيتروجين رباعي الأكسيد (dinitrogen tetroxide) وهو مؤكسد. هاتان
المادتان الكيميئيتان تشتعلان مع المزج وتنتجان ناتج شفاف. لهذا لا نراه.
22- ولماذا لا تخرج رحلات للقمر مجددا؟ هل يعقل أن الجنس البشري اكتفى من اكتشافات القمر؟
برغم
نجاح ناسا في إرسال 12 رجل في رحلات مختلفة إلى القمر فيما بين 1969
و1972، إلا أن الرحلات المأهولة إلى القمر خطرة وصعبة (لقد فشلات رحلات إلى
القمر من قبل وتوفي فيها رواد فضاء)، وباهظة الثمن جدًا، ولا تستحق كل
هذا. أرسلت، ولا تزال ترسل، ناسا رحلات أخرى غير مأهولة إلى الكواكب الأخرى
(المريخ مثلا)، وهذا بالضبط ما نريده لدراسة هذه الأماكن، لا داعي لإرسال
أشخاص والمغامرة بحياتهم.
بعض النقاط التي لا يستطيع أصحاب نظريات المؤامرة دحضها:
إحدى عيّنات القمر.
- هناك
العديد من الصخور القمرية التي أعادتها بعثات أبولو. تم جمع 382 كجم من
صخور القمر خلال ست بعثات مصحوبة برواد. هذه الصخور لها خصائص لا توجد في
الأرض أو في الصخور الإصطناعية، كأدلة على قصف النيازك والتعرض للأشعة
الكونية. وبالمثل، الصخور الأرضية لها خصائص فريدة غير موجودة في صخور
القمر، مثل التجوية والتعرض للماء. أخيراً، الصخور التي أعادتها “أبولو” تم
تحديد عمرها ليكون مابين 3.1 مليار و4.4 مليار عام، أي أقدم من أي صخور
موجودة على الأرض. كذلك هذه الصخور موجودة ومتاحة لباحثي العالم، ولم يشكو
أي منهم من أيّ زيف فيها. أم تآمر كل علماء العالم على مر التاريخ أيضًا؟
- لاحظ
أن الإتحاد السوفيتي آنذاك كان في تنافس شديد مع الولايات المتحدة للوصول
إلى القمر (وباعتراف أصحاب نظريات المؤامرة الذين يقولون أن هذا هو الدافع
وراء تزييف الأمر كله) وكان الإتحاد السوفييتي قد أرسل رحلات إلى القمر
(غير مأهولة)، رغم ذلك، وبكل هذه المعدات والقوة والعزيمة لفضح العدو، لم
يدّعي الإتحاد السوفيتي يومًا أن ناسا زيّفت الأمر. أم أن الإتحاد السوفيتي
تآمر هو الآخر؟
- قامت رحلات “أبولو” 11، 14 و15 بتكريب عاكسات
لأشعة الليزر على سطح القمر. وتُطلق أشعة الليزر بشكل روتيني في إتجاه هذه
العاكسات عن طريق تلسكوبات في مرصد مكدونالد McDonald Observatory بولاية
تكساس وبالقرب من جراس في جنوب فرنسا، وأشعة الليزر هذه تنعكس بالفعل مرة
أخرى من القمر. ويُستخدم توقيت إنعكاس هذه الأشعة لقياس المسافة مابين
الأرض والقمر لدقة تصل لبوصة واحدة. هل لدى أصحاب النظريات أي ردود؟
- في
عام 2009، قامت المركبة المدارية الإستطلاعية للقمر (Lunar Reconnaissance
Orbiter) والتي كانت في مدار قطبي منخفض فوق القمر، بإعادة سلسلة من الصور
من مواقع هبوط “أبولو” تبين السفن نفسها في حالة سكون على سطح القمر.
تأكيد بصري مباشر، وهو مؤشر مؤكَّد على أن الهبوط على سطح القمر كان حقيقي.
- أخيراً
وليس آخراً، بضع نقاط منطقية: عمل أكثر من نصف مليون شخص على برنامج
“أبولو”. التخطيط لمؤامرة بهذا الحجم كانت ستكون بنفس صعوبة جعل الهبوط
حقيقة. انها ببساطة غير مجدية. رغم ذلك، حتى الآن، لم يسرّب شخص واحد
بالداخل أي شيء. أولئك الذين ماتوا بشكل طبيعي لم يعترفوا بأي شيء على سرير
الموت، أو لم يتركوا أي وثائق أو صور تكشف الحقيقة ورائهم. لم يظهر
العاملين على “أبولو” أي دليل على “المكافأة”. عاشوا جميعاً حياة هادئة عند
التقاعد من دون قصور فاخرة أو أي شيء مشابه. ليس هناك أي موظف ساخط طٌرد
من برنامج “أبولو” ليقوم بأي كشوفات غامضة. كل شيء طبيعي جداً ولا يوجد أي
شيء مريب.
صورة تمّ إلتقاطها في 2009 لمكان هبوط أبولو 11 على القمر.
…صورة أخرى.
الحُكم:
المناقشة
أعلاه تجعل من الواضح أن كل الإعتراضات التي أثارها أصحاب نظريات المؤامرة
غير صحيحة. الإنسان ذهب حقاً إلى القمر، العديد من المرات. وقد كان بالفعل
إنجازاً كبيراً للبشرية وينبغي أن نتذكره على هذا النحو. من يتطلّع على كل
هذه الأدلة ويُصر على إنكار الواقع، نأسف بالقول أنه غبي ويردد كالببغاء،
وقد يستحق ما فعله رائد الفضاء باز ألدرين في أحد أصحاب نظرية المؤامرة حين
استمر في مضايقته علنًا.